لا شك أنّك دخلت المدرسة وتعلّمت الكثير منها، من علومٍ، وحسابٍ، وأدبٍ، وتاريخٍ، وغيرها، ولا شك أنّ الدور في عمليّة التعليم تلك كان مقتصراً على المعلّم وحسب؛ بل إنّ الطالب لا يشترك أبداً في هذه العملية، فقد كان المعلّم ما إن يدخل إلى الغرفة الصفية حتّى يبدأ بملء السبورة بعشرات الكلمات، ولم يكن الطالب يفعل شيئاً إلّا أن ينسخ ما قام بكتابته المعلّم؛ أي إنّ عملية التعليم كانت متمحورةً حول نوع واحدٍ من أساليب التعليم وهو التعليم المباشر، وهذا النوع يقتصر على دور المعلم، أي إنّ المعلّم يقوم بنقل المعلومة للطلاب، ويعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على التلقين وحسب.
ولكن هذا الأسلوب في التّعليم لا يحاكي جميع مستويات التعليم؛ بل هو يعتمد على مستوى التذكّر فقط، وقد تطوّرت أساليب وطرق التدريس الحديثة، ويقصد بأساليب التدريس أو استراتيجيّاتها، بأنّها عملية إيصال المادة العلميّة للطلاب من قبل المعلم، وذلك بشتّى الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها لتتماشى مع جميع مستويات التفكير لدى الطلاب.
وهذه الطرق لم تأتِ عبثاً أو أنها وليدة الصدفة؛ بل هي نتاج تجارب وأبحاثٍ عقدت على مدّةٍ طويلةٍ من الزمن، وتمّ الوصول إليها بعد جهدٍ كبيرٍ، وبما أنها متعددةٌ ومتنوعة فهي تقوم بإيصال المادة العلميّة للطالب بأسهل وأيسر الطرق، ومن الممكن استخدام أكثر من طريقةٍ لإيصال المعلومة ذاتها، وذلك حسب ما يراه المعلّم ومدى تقبل الطلاب لها.
ومن الممكن أن يقوم المعلّم باستخدام وسائل تساعده على إيصال المادة، ومن هذه الوسائل: الوسائل البصرية، كأن يقوم باستخدام الخرائط والصور وما إلى ذلك، وأيضاً يمكنه استخدام الوسائل السمعيّة؛ كاستخدام المسجّل وغيرها من الوسائل التي تعتمد على السمع، كما أنّه يمكن أن يقوم بدمج البصرية والسمعيّة، كأن يقوم بعرض فيديو تعليمي عن المجرّة ونجومها مثلاً.
طرق التدريس الحديثةسنذكر فيما يأتي بعض أهم الأساليب المتّبعة في التعليم الحديث، منها:
وهناك الكثير من الأساليب المتّبعة في التعليم، ويعتمد اختيار الطريقة المراد التعليم بها على بعض الأمور ومنها: عدد الطلاب، وضيق الوقت؛ فعند وجود عدد كبير من الطلاب يفضّل استخدام طريقة التعليم المباشر( المحاضرة)، ومع اختلاف الظروق تختلف الأساليب.
المقالات المتعلقة بطرق التدريس الحديثة